SAYYIDUL ARWAAH FAN TASHAWWUF

فصل فى الجذب الرباني او المجذوب


بسم الله الرحمان الرحيم

اْلمَجْذُوْبُ هُوُ إِشْتِقَاقُ مِنْ جَذَبَ يَجْذِبُ ، جَذْبًا ، فَهُوَ جَاذِبٌ ، وَالْمَفْعُوُلُهُ هُوُ مَجْذُوْبٌ
والجذب لغة هو الاستلاب والاستمالة
وجذبه أي استلبه واستماله
والجذب : تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهية المهيئة له كل ما يحتاج إليه في طيّ المنازل إلى حضرة الحق بلا كلفة وسعي منه
وفي التصوف : الجَذْبٌ : حالٌ من أَحْوالِ النفسِ يَغيبُ فيها القَلْبُ عن عِلْمِ ما يَجْرِى من أَحْوالِ الخلقِ ويتصل فِيْهَا بِالعَالَمِ العُلْوِىّ
وقال الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى : الجذب : هو الاصطلام
وقال الشيخ أحمد بن عجيبة رحمه الله تعالى : الجذب : هو غياب الحس بالكلية لترادف أنوار المحبة والعشق
وقال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى :" فأرباب الجذب يكشف لهم عن كمال ذاته ، ثم يردهم إلى شهود صفاته ، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ، ثم يردهم إلى شهود آثاره ، والسالكون على عكس هذا ، فنهاية السالكين بداية المجذوبين ، وبداية السالكين نهاية المجذوبين ، لكن لا بمعنى واحد ، فربما التقيا في الطريق ، هذا في ترقيه وهذا في تدليه

والمَجْذُوبُ : ( فِي اصْطِلَاحِ الصُّوْفِيَّةِ ) : مَنْ جَذَبَهُ الْحَقُّ إِلَى الْحَضْرَتِهِ وَأَوْلاَهُ مَا شَاءَ مِنَ اْلمَوَاهِبِ بِلَا كُلْفَةٍ وَلَا مُجَاهَدَةٍ وَرِيَاضَةٍ
وَرَجُلٌ مَجْذُوبٌ : رَجُلٌ مِنْ رِجَالِ الصُّوفِيَّةِ جَذَبَهُ الْحَقُّ إِلَى الْحَضْرَةِ الإِلَهِيَّةِ
وقال الحكيم الترمذي رضى الله عنه  : المجذوب  هو من أعتقه الله تعالى من رق النفس ، فجذبه إليه ، فصار حراً ، وألزم المرتبة حتى ذهب وأدب وطهر وزكى
 وقال السيد محمود أبو الفيض المنوفي رضى الله عنه : المجذوب هو من جذبته شوارق الجمال وأيقظته بوارق الجلال
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي  رضى الله عنه :  المجذوب هو من جذبه الله إليه ، ولذلك كان سيره من أول خطوة في الطريق بالله لا بنفسه ، وهذا جاء من باب القدرة  كن فيكون
وقال المؤرخ ابن خلدون رضى الله عنه : المجذوب هو من لا وظيفة له ، فإنه عندهم الصوفية المختطف عند المطلع ، مثل بهلول وغيره من مجانين أهل السلوك ، وهو فاقد لعقل التكليف أبداً ولم تبق له وظيفة ، إذ الوصول قد حق ، والوظائف إنما هي وسائل للوصول ، وهذا المجذوب الذي قد وصل ، وشاهد الأنوار ، وجذب عن نفسه وعقله ، فهو لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ، ولا النقل ، إنما هو سابح دائماً في بحر المعرفة والتوحيد ، مختطف عن الحس والمحسوس
وقال الشيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني  رضى الله عنه : المجاذيب هم قوم سلب الله قلوبهم عن التعشق بشيء من الأكوان ، وجعلها عاكفة في حضرته ، لا يشهدون إلا إياه ، فإن شاء الله تعالى ردهم إلى عقل التكليف ، وان شاء خبأ عقولهم عنده
وقال الشيخ محمود عبد الرؤوف القاسم رضى الله عنه : الجذبة هي التجلي الإلهي، وفيها يحصل التحقيق بالأسماء الإلهية، والاستشعار بالاسم الصمد، أو بالألوهيةالفكر الصوفي إنتهى
وقال قطب الربانى والغوث المتصرف الصمدانى سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني رضى الله عنه :" جذبة من جذبات الحق خير من عمل الثقلين
وقال القطب الإرشاد والغوث البلاد الحبيب عبدالله بن علوى الحداد رضى الله عنه : علامة أهل الجذب الرباني ( ولي المجذوب ) وهو محافظ بعد إقامة التوحيد على إقامة الصلاة وما في معناها من قواعد الدين مجتنب للكبائر من الزنا والرياء وأكل أموال الناس بالباطل ومخالطة الظلمة والفساق المصرِّين
ثم وقع في شيء من الصغائر المختلف في كثير منها مثل النظر إلى النساء الأجانب واستماع شيء من الملاهي، التي قد اختلف فيها وأمثال ذلك.  إنتهى
وقال الشيخ محمود عبد الرؤوف القاسم  رضى الله عنه : الحضور: النفس حين تتحد بالواحد في حال الجذب (هذا التعريف هو لأفلوطين، من المعجم الفلسفي الصادر عن مجمع اللغة العربية)، وإذا أردنا أن نصيغ هذه الجملة بالعبارة الصوفية، نقول: الحضور هو الفناء في الذات
وقال أيضا :في واقع الأمر، إن ما يحصل للصوفي هو نفس ما يحصل للمجنون من خدر في مراكز الوعي والضبط في الدماغ، مع فارق، أن ما يحصل للصوفي هو شيء شبه مرضي، لا مرضي، ولا يكون مرضياً مثل الجنون تماماً إلا عند الذين يستولي عليهم الجذب، والذين يقولون عنهم إنهم في مقام جمع ، الجمع وكثيراً ما سمعنا ممن يقول عن مجنون أو معتوه إنه سائح في حب الله إنتهى
وقال الشيخ محمد النبهان رحمه الله تعالى : المجذوب له صفات ثلاث : عقله صغير ، نفسه كبيرة ، قلبه طاهر ، وهو غير مكلف
وفي كتاب الصوفى في ضوء الكتاب والسنة ج ١ ص ١٨ : فهؤلاء الذين ادخر الله لهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر لا شك أنهم أكمل الناس إيمانًا وحالًا، ومع ذلك فهم يدعون ربهم خوفًا وطمعًا : خوفًا من عذابه، وطمعًا في جنته . وآيات القرآن في هذا المعنى لا تحصى كثرة
وقال عبد العزيز الدباغ رحمه الله تعالى :" إن الله تعالى لا يحب عبداً حتى يُعرِّفه به، وبالمعرفة يطلع على أسراره تعالى، فيقع له الجذب إلى الله تعال إنتهى
وقال محمد بن سليمان البغدادي الحنفي النقشبندي رحمه الله تعالى :"واعلم أن الجذب وحده من غير سلوك في الطريق المستقيم بامتثال أوامر الحق تعالى والاجتناب عن نواهيه لا نتيجة له أصلاً...وكذلك السلوك بامتثال الأوامر واجتناب النواهي من غير جذب إلهي لا نتيجة له غير الدخول من أهل الظاهر   في حيز العلماء والعباد إنتهى
 ومعنى الولى على وجهين : الأوّل من ثبت له تصرف ولاية على مصلحة دينية
والثانى من ليس له ولاية التصرف بالفعل ، بل ثبت له ولاية التصرف بالقوة
فإن قيل : كيف يكون وليا وليس له ولاية التصرف ؟ ( الجواب ) : يجوز أن يكون وليا على معنى أنّ الله تعالى قد تولى وتصرف بجميع أموره ، وهذا الولى ولي بالقوة إن سمع فبالحق يسمع ، وإن أبصر فبالحق يبصر ، وإن نطق فبالحق ينطق ، فهو فى عالم المحبوبية ، وإلى هذا أشار بقوله تعالى :
كُنْتُ لَهُ سَمْعًا وَبَصَرًا
وهذا  الولي لا يصلح  أن يكون مربيا للخلق ، لأنه فى قبضته تعالى مسلوب الإختيار عن نفسه ،
وإذا كان مسلوب الإختيار عن نفسه فلا يصلح أن يكون مربيا للغير ،
لأن التصرف فى غيره يستدعى ولاية التصرف فى نفسه ،
وهذا الولي مجذوب فى نفسه مسلوب التصرف فى نفسه ، فكان مسلوب التصرف فى غيره
ألا ترى فى عرف الشرع أن من ثبت له الولاية على نفسه ثبت له الولاية على غيره ، ومن لا فلا ، 
فالعاقل البالغ لمّا ثبت له الولاية على نفسه ثبت له الولاية على غيره ،
والطفل والصبىّ والمجنون لمّا لم يثبت له الولاية على نفسه لم يثبت له الولاية على غيره ،
والمجذوب فى قبضته تعالى بمنزلة الصبي الرضيع ، تتصرف فيه يد القدرة كتصرف الوالدة فى ولدها ، وهو فى حجر تربية إرادتنا ، يرضعون بلبن كرمنا
فأمّا الولى السالك فيصلح أن يكون مربيا
هو تام التصرف والتدبير على نفسه وغيره  وهذا ولي بالفعل ، لأنه بمنزلة البالغ الذى ثبت له الولاية على نفسه ، ومن له الولاية على نفسه جاز له الولاية على غيره ، وإذا جاز ذلك فى عرف الشرع جاز فى عرف الحقيقة ، فإن الحقيقة على وزن الشريعة ، والتفرقة بينهما كفر ،
فمثال المجذوب فى مقام المحبوبية كمثل من سلك به طريق مشدود العين ، فهو لايرى موضع قدمه ولايدرى أين يذهب ، فإن هذا الرجل إذا قطع المسافة ووصل إلى مراده ، وسئل عن منزلة من المنازل ، لم يكن عنده علم ولاخبر ،
وكما أن هذا الرجل لايصلح أن يكون دليلا فى البادية ، فكذلك المجذوب لايصلح أن يكون دليلا فى طريق الآخرة
( حكاية ) 
وقال الإمام العارف بالله الحبيب أحمد ابن حسن العطاس رضى الله عنه ،فى كتابه تذكر الناس ص.٨٣: أذن مؤذن أذانا غير مرتب فى مسجد الحبيب صالح ابن عبدالله العطاس بوادى عمد 
فلما خرج من محل الأذان قال للحبيب صالح : مكذا الأذان ياحبيب صالح ؟ فقال : نعم ،
فقال المؤذن وكان فيه نوع جذب لمن هناك من طلع للأذان منكم فعلت به وفعلت وواظب على الأذان
فورد فى تلك المدة بعض العلماء الورعين المحتاطين زائرا للحبيب صالح فسمع ذلك المؤذن وهو يقدم ويؤخر ويلحن فعند ذلك زجره وانتهره فقال له المؤذن : اسكت فقد سمعنى من هو خير منك يعنى الحبيب صالح
فقال ذلك العالم للحبيب صالح : كيف نتركون هذا الجاهل يلحن ويغير فى الأذان ويؤذن أذانا غير مرتب ؟
 فقال له الحبيب صالح : وما المقصود من الأذان ؟
قال : الإعلام ،
  فقال له الحبيب صالح : قد وقع ،
ثم قال :إن من عادة السلف ، إذا رأوا مثل هذا يقولون ثانى مرة افعل كذا وكذا  ولايأمرونه بإعادة ما فعل أولا


Tidak ada komentar:

Posting Komentar